أعزائي الطلاب أوجه لأهمية العناية بمحتوى هذه الرسالة لأنه يحتوي العرض التقديمي للدرس الأول، وذلك من أجل الاستفادة منه أثناء التحضير للامتحان القصير القادم الذي يوافق في يوم الاثنين15-10-2012 من هنا
أوجه لضرورة الاستفادة من المعارف اللغوية الواردة في صلب هذه المدونة، وهي متعلقة بمعارف إثرائية لدرس أسلوب المدح والذّم، حيث تحوي أمثلة متعددة تشرح عناصر أسلوب المدح والذّم وحالات فاعل نعم وبئس، إضافة للأفعال الأخرى التي تستخدم للتعبير عن المدح والذّم وخاصة حبّذا ولاحبّذا.
وإليكم هذه المعارف:
أسلوب المدح والذم
من الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح
، أو الذم ، أسلوب " نعم وبئس " ، و " حبذا ولا حبذا " ،
وغيرها من الأفعال التي تسد مسدها كـ " ساء ، وحَسُنَ ، وضَعُفَ ، وكَبُرَ
" وما قام مقامها .
أولاً ـ أفعال
المدح :
خصص النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية :
1 ـ نعم : فعل ماض جامد خصص لإنشاء المدح .
مثاله: نعم الحياة الآخرة . ونعم العمل العبادة .
في المثالين السابقين يجد أن جملة المدح تكونت من فعل المدح
" نعم " ، والفاعل " الحياة " في المثال الأول ، و "
العمل " في المثال الثاني ، والمخصوص بالمدح وهو " الآخرة " في
المثال الأول ، " والعبادة " في المثال الثاني .
ومنه قوله تعالى : { ونعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها }1
.
2 ـ حبذا : فعل جامد خصص لإنشاء المدح ، وهو مركب مع اسم
الإشارة " ذا " الذي يعرب فاعلاً .
نحو : حبذا الأمانة . وحبذا الإخلاص في العمل .
حب : فعل المدح ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل ، والإخلاص
مخصوص بالمدح .
ـــــــــــ
1 ـ 30 النحل .
ثانياً ـ أفعال الذم :
كما خصص النحاة للدلالة على الذم الأفعال الآتية :
1 ـ بئس : فعل جامد وضع لإنشاء الذم .
نحو : بئس الخُلقُ الخيانةُ .
بئس : فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم .
الخلق : فاعل بئس مرفوع بالضمة .
الخيانة : مخصوص بالذم مبتدأ مؤخر مرفوع.
ومنه قوله تعالى : { وبئس الرفدُ المرفودُ }1 .
2 ـ لا حبذا : فعل جامد مركب من لا النافية السابقة للفعل
" حب " ، وذا اسم الإشارة فاعله .
نحو : لا حبذا الإسرافُ . ولا حبذا الكذبُ .
لا حبّ : فعل الذم ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعله ،
والكذب مخصوص بالذم .
3 ـ من الأفعال التي تلحق بئس ، ولا حبذا ، الفعل "
ساء " ، وهو جامد لإنشاء الذم .
نحو قوله تعالى : { فساء مطر المنذرين }2 .
وقوله تعالى : { فساء صباح المنذرين }3 .
والمخصوص بالمدح في الآيتين محذوف تقديره في الأولى : مطرهم
، وفي الثانية : صباحهم .
ـــــــــــ
1 ـ 100 هود . 2 ـ 173 الشعراء .
3 ـ 177 الصافات .
ثالثاً ـ هناك بعض الأفعال القياسية وضعها النحاة للدلالة
على المدح ، أو الذم غير التي ذكرنا آنفا ، وهي كل فعل ثلاثي على وزن "
فَعُلَ " بفتح الفاء ، وضم العين .
مثل : حَسُن ، وضعف ، وكبر ، وشرف ، وقبح ، وخبث.
نحو قوله تعالى : { وحسن أولئك رفيقا }1 .
وقوله تعالى : { ضعف الطالب والمطلوب }2 .
وقوله تعالى : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم }3 .
وقوله تعالى : { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون
}4 .
ونحو : شرف الصديق عليّ .
ونحو : قبح الرجل أبو لهب .
ونحو : خبثت المرأةُ حمالةُ الحطب .
فاعل نعم وبئس :
لفاعل نعم وبئس أربع حالات هي :
1 ـ أ يكون معرفا بـ " أل " :
نحو : نعم الصديق الكتاب . ومنه قوله تعالى : وقالوا حسبنا
الله ونعم الوكيل }5 .
5 ـ 173 آل عمران . 6 ـ 40 الأنفال . 7 ـ 48 الذاريات .
8 ـ 126 البقرة .
فالمصير ، والاسم ، أفعال بئس معرفة بأل .
2 ـ أن يكون مضافاً إلى المعرف بأل :
نحو : نعم عمل الطالب الاجتهاد .
فعمل : فاعل نعم مضاف إلى كلمة الطالب المعرفة بأل .
ومنه قوله تعالى : { ونعم أجر العاملين }1 .
ومنه قول الشاعر :
نعمت جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة
ومنه قوله تعالى : { وبئس مثوى الظالمين }2 .
3 ـ أن يكون ضميرا مميزًا بنكرة ، أو بـ " ما "
النكرة التامة بمعنى " شيء " نحو : نعم صديقا المخلص . وبئس خلقا
الأنانية .
ونحو : نعم ما محمد . أو : نعمّا محمد . بإدغام ميم "
نعم " في ميم " ما " .
ففاعل نعم وبئس في المثالين السابقين ضمير مستتر مميز بنكرة
، تقديره : هو صديقًا .
ومنه قوله تعالى : {إنها ساءت مستقرًا ومقامًا }3 .
وفي المثال الثالث جاء فاعل نعم أيضا ضميرًا مستترًا ،
ولكنه مميز بما التي بمعنى شيء ، والتقدير : نعم هو شيئًا .
ـــــــــــ
1 ـ 136 آل عمران . 2 ـ 151 آل عمران . 3 ـ 66 الفرقان .
4 ـ أن يكون " ما " ، أو " من "
الموصولتين :
نحو : نعم ما قدمتَ الصدقةُ . وبئس من يسيء إلى وطنه مروج
المخدرات .
فما ، ومن في المثالين السابقين أسماء موصولة ، وقع كل
منهما فاعلاً لنعم في المثال الأول ، وفاعلاً لبئس في المثال الثاني .
ومنه قوله تعالى : { إن الله نعما يعظكم به }1 .
وقوله تعالى : { لبئس ما كانوا يصنعون }2 .
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم :
1 ـ الأصل في مخصوص نعم وبئس أن يتأخر عن الفعل وفاعله .
نحو : نعم الخبرُ السّارُّ .
أ ـ السار : مبتدأ مرفوع ، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع
خبر مقدم .
2 ـ إذا تقدم المخصوص على الفعل والفاعل . نحو : محمد نعم
الصديق .
محمد : مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
أما إعراب : حبذا الإخلاص ، ولا حبذا الكسل .
فهو على النحو التالي:
حب : فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء المدح .
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل .
الإخلاص : مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، والجملة
الفعلية قبله في محل رفع خبر .
ولتركيب لا حبذا نفس الإعراب ، غير أن " لا "
تفيد النفي .
ـــــــــــــ
1 ـ 58 النساء . 2 ـ 63 المائدة .
تنبيهات وفوائد :
1 ـ قد يأتي فاعل نعم ، أو بئس مضافًا إلى المضاف للمعرف
بأل .
نحو : نعم حارسُ المرمى إبراهيمُ .
وقد يضاف إلى نكرة .
نحو : نعم رجلُ فضلٍ خالدُ .
2 ـ الأصل في فاعل نعم ، أو بئس إذا كان مميزًا
بنكرة أن يكون ضميرًا مستتر ، غير أنه يجوز أن يكون اسمًا ظاهرًا .
نحو : نعم القائد قائدا خالد بن الوليد .
نعم : فعل المدح ، القائد : فاعل نعم مرفوع ، قائدا : تمييز
منصوب بالفتحة .
خالد مخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية قبله في
محل رفع خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو خالد ، ابن : بدل مرفوع ، وهو
مضاف ، الوليد مضاف إليه مجرور .
3 ـ قد يحذف المخصوص فهم من سياق المعنى .
نحو قوله تعالى : { نعم العبد إنه أواب }1 .
فحذف المخصوص " أيوب " لدلالة سياق الكلام عليه
في أول القصة .